ليس نبيٌّ في وطنِه

وَخَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى وَطَنِهِ وَتَبِعَهُ تَلَامِيذُهُ. وَلَمَّا كَانَ ٱلسَّبْتُ، ٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُ فِي ٱلْمَجْمَعِ. وَكَثِيرُونَ إِذْ سَمِعُوا بُهِتُوا قَائِلِينَ: «مِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ؟ وَمَا هَذِهِ ٱلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ حَتَّى تَجْرِيَ عَلَى يَدَيْهِ قُوَّاتٌ مِثْلُ هَذِهِ؟ أَلَيْسَ هَذَا هُوَ ٱلنَّجَّارَ ٱبْنَ مَرْيَمَ، وَأَخُو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ هَهُنَا عِنْدَنَا؟». فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ.

فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلَا كَرَامَةٍ إِلَّا فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ». وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلَا قُوَّةً وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ. وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ. مرقس 1:6-6

لقد تربّى يسوع في النّاصرة، حيث كانت مدينة يهوديّة صغيرة في أيّامه. بدأ يسوع رسالته عندما كان في الثّلاثين من عمره، وكرّس حياته لخدمة الكثيرين، وأعلن عن اقتراب مجيء ملكوت الله: «قَدْ كَمَلَ ٱلزَّمَانُ وَٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِٱلْإِنْجِيلِ». لقد توافدَ أهلُ الجليل وتزاحموا حولَ يسوع لسماع تعاليمه وللحصول على الشّفاءِ منه. غير أنّهم عاملوه في وطنِه (النّاصرة) بطريقةٍ مختلفة تمامًا. لقد عرفه أهل مدينتِهِ منذ صِغَره، وبسبب معرفتِهم هذه له كانوا يعثُرون به ويشكّون في رسالته. لقد عارضوا يسوع كثيرًا لدرجة أنه تعجّب من عدم إيمانهم!

من الجدير مُلاحظتُه، بأنّه لم يُذكَر في الأناجيل أنَّ يسوع قد تعجَّبَ لأيِّ إنجازٍ بشَريٍّ كان، أو لسبب إظهار قوّةٍ أرضيَّةٍ، لكنّه تعجّب إمّا بسبب إيمان الناس به أو لعدم الإيمان به. فعلى سبيل المثال، تعجّب يسوع من قوّة إيمان القائد الرّومانيّ الّذي آمن بسلطان شفاءِ يسوع لغلامه حتّى بدون رؤيتِه. لكن بالأحرى، وبالذّات في النّاصرة تعجّبَ يسوع لعدم إيمان سكّان المدينة به. لذلك، شفى يسوع القليلين من المَرضى هناك، ولم يصنَع أيَّ قوّةٍ واحدة. لاحِظ: بأنّ هنالك أهميّة كبيرة لوجود إيمان بيسوع، أو لعدم وجوده، فالإيمان بيسوع المسيح هو شَيءٌ أساسيّ لخلاصنا، كما هو مكتوب: «لِأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ ٱللهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّة».

إنّ المعرفة أو التّضحية بالنّفس والأعمال الصَّالحة لا تخلّصنا، إنّما بالإيمان فقط يمكننا أن نقبل يسوع ونخلُص، كما هو مكتوب: «لِأَنَّكُمْ بِٱلنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِٱلْإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ ٱللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلَا يَفْتَخِرَ أَحَدٌ». فإنّه عن طريق الإيمان وبالإيمان وحده، يمكننا أن ننال مغفرةً لخطايانا ونتصالح مع الله، كما هو مكتوب: «لِأَنَّكَ إِنِ ٱعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ ٱللهَ أَقَامَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ. لِأَنَّ ٱلْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَٱلْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلَاصِ».

قيامة يسوع

فَقَالَ لَهُنَّ: «لَا تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيَّ ٱلْمَصْلُوبَ.
قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ هَهُنَا. هُوَذَا ٱلْمَوْضِعُ ٱلَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ».

للمزيد من القراءة »

موتُ يسوع

فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ ٱلرُّوحَ.
وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ ٱلْمِئَةِ ٱلْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ ٱلرُّوحَ،[…]
قَالَ: «حَقًّا كَانَ هَذَا ٱلْإِنْسَانُ ٱبْنَ ٱللهِ!».

للمزيد من القراءة »
انتقل إلى المحتوى