«طَلِيثَا، قُومِي!»
رحلة إستكشافيّة في الجليل
في القرن الأوّل الميلاديّ، قام قائد في الجليل حيث ودعا الشّعبَ ليغيّر مسلكه ويضع ثقته في الله. لقد غيّر يسوع النّاصريّ حياة الكثيرين أثناء خدمته، وما زال تأثيره قائمًا في جميع أنحاء العالم حتّى يومنا هذا. وبالرّغم من ذلك، بقي يسوع شخصيّة مُحيِّرة للكثيرين. يجب على كلّ من يرغب في فهم شخصيّة يسوع أن يعود إلى الشّهادات الأولى عن حياته وتعاليمه، بحسب بشارة مرقس. والسّؤال المركزيّ الّذي يعالجه ويتكلّم عنه مرقس في كتابه هو: من هو يسوع؟
بحسب إنجيل مرقس، تظهر هويّة يسوع الحقيقيّة جليًّا من خلال أعماله وتعاليمه. لقد بدأ يسوع خدمته في منطقة الجليل وأعلن قائلاً: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ». لقد أعلن يسوع عن اقتراب ملكوت الله بإظهار سلطانه: فقد علّم بسلطان، أخرج أرواحًا شرّيرة بقوّة سلطانه، أبرأ الكثيرين، وأظهر سلطانه على الطّبيعة،. حتّى أنّه أقام صبيّة من الموت بقوّة كلمته فقط: «طَلِيثَا، قُومِي!».
قاومت السُّلطات يسوع في الجليل، لكنّه حاز على إعجاب الكثيرين من جموع الشّعب. بخلاف منطقة الجليل، كانت أورشليم مركز المقاومة لرسالة يسوع. توجّب على يسوع أن يصعد إلى أورشليم في عيد الفصح لكي يتمّم رسالته. في الطّريق إلى أورشليم عَلّم يسوع تلاميذه عن ماهيّة رسالته، وحذّرهم بأنّه سيُرفَض ويُقتَل هناك. إدراكهم الجزئيّ لهويّته وقفَ حائلاً أمام استيعابهم وفهمهم لكلامه. في اليوم الثّالث بعد موته على الصّليب قام يسوع من بين الأموات وظهر لهم، وعندئذٍ أدرك التّلاميذ هويّة المسيح ورسالته إدراكًا كاملاً.
يعرض كتاب "طَلِيثَا، قُومِي!" فقراتًا مختارةً من الإنجيل بحسب البشير مرقس، حيث تصف أعمال يسوع، تعاليمه، محاكمته، موته وقيامته. وكلّ فقرة مصحوبة بتفسير يُظهِر إعلان هويّة يسوع.

طرد الرّوح النّجس في كفرناحوم
«مَا هذَا؟ مَا هُوَ هذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ؟
لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ يَأْمُرُ حَتَّى الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتُطِيعُهُ!»
فَخَرَجَ خَبَرُهُ لِلْوَقْتِ فِي كُلِّ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالْجَلِيلِ.

ليس نبيٌّ في وطنِه
فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلَا كَرَامَةٍ إِلَّا فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ».
وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلَا قُوَّةً وَاحِدَةً،
غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ.

طَردُ لَجِئُون
فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ رَكَضَ وَسَجَدَ لَهُ،
وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَ:
«مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ ٱبْنَ ٱللهِ ٱلْعَلِيِّ؟ أَسْتَحْلِفُكَ بِٱللهِ أَنْ لَا تُعَذِّبَنِي!».

ربط الرّجُل القويّ
فَدَعَاهُمْ وَقَالَ لَهُمْ بِأَمْثَالٍ:
«كَيْفَ يَقْدِرُ شَيْطَانٌ أَنْ يُخْرِجَ شَيْطَانًا؟
وَإِنِ ٱنْقَسَمَتْ مَمْلَكَةٌ عَلَى ذَاتِهَا لَا تَقْدِرُ تِلْكَ ٱلْمَمْلَكَةُ أَنْ تَثْبُتَ».

شفاء في يوم السّبت
ثُمَّ دَخَلَ أَيْضًا إِلَى ٱلْمَجْمَعِ، وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ.
فَصَارُوا يُرَاقِبُونَهُ:
هَلْ يَشْفِيهِ فِي ٱلسَّبْتِ؟ لِكَيْ يَشْتَكُوا عَلَيْهِ.
فَقَالَ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي لَهُ ٱلْيَدُ ٱلْيَابِسَةُ: «قُمْ فِي ٱلْوَسْطِ!».

المشي على الماء
وَنَحْوَ ٱلْهَزِيعِ ٱلرَّابِعِ مِنَ ٱللَّيْلِ أَتَاهُمْ مَاشِيًا عَلَى ٱلْبَحْرِ،
وَأَرَادَ أَنْ يَتَجَاوَزَهُمْ. فَلَمَّا رَأَوْهُ مَاشِيًا عَلَى ٱلْبَحْرِ ظَنُّوهُ خَيَالًا، فَصَرَخُوا.

شفاء الأبرص
فَأَتَى إِلَيْهِ أَبْرَصُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ جَاثِيًا وَقَائِلًا لَهُ:
«إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي».

شفاء رجُل مفلوج
وَبَعْدَ مَا نَقَبُوهُ دَلَّوْا ٱلسَّرِيرَ ٱلَّذِي كَانَ ٱلْمَفْلُوجُ مُضْطَجِعًا عَلَيْهِ.
فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ، قَالَ لِلْمَفْلُوجِ:
«يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ».

تهدئة العاصفة
فَقَامَ وَٱنْتَهَرَ ٱلرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ:
«ٱسْكُتْ! اِبْكَمْ!». فَسَكَنَتِ ٱلرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ.
وَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هَكَذَا؟ كَيْفَ لَا إِيمَانَ لَكُمْ؟».

«طَلِيثَا، قُومِي!»
وَأَمْسَكَ بِيَدِ ٱلصَّبِيَّةِ وَقَالَ لَهَا:
.«طَلِيثَا، قُومِي!»

يسوع يتنبّأ عن موتِه وقيامتِه
«هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،
وَٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ،
فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِٱلْمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى ٱلْأُمَم»ِ.

موتُ يسوع
فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ ٱلرُّوحَ.
وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ ٱلْمِئَةِ ٱلْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ ٱلرُّوحَ،[…]
قَالَ: «حَقًّا كَانَ هَذَا ٱلْإِنْسَانُ ٱبْنَ ٱللهِ!».

قيامة يسوع
فَقَالَ لَهُنَّ: «لَا تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيَّ ٱلْمَصْلُوبَ.
قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ هَهُنَا. هُوَذَا ٱلْمَوْضِعُ ٱلَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ».